
✍️ اعتصام عثمان
نعرف أن هناك أطباء لا يراعون الله في المهنة الشريفة، التي ينتسبون لها، للقسم الذي يعاهدون الله فيه بعد التخرج أن يكونوا عوناً للمرضى على إعتباراً أن الطب مهنة إنسانية، لا تهدف إلى الربح وتكسب صاحبها المال، من وراء معاناة وآلام المرضى.
ومع هذا نجد أطباء ينتمون إلى المستشفيات الخاصة همهم الأول والوحيد جني المال على حساب الغلابة، وقد يقول قائل: أن تحول الطب إلى تجارة ليس عيبا والطبيب الذي أضاع نصف عمره ونصف مال أبيه لدراسة الطب من حقه بعد التخرج أن يجني ثمار الشهادة مالاً ولكن التجارة لها أصول، وكسب المال لا يكون بالتدليس ومص الدماء دون أن يقدم للمريض علاجا يخفف من معاناته. أعرف مريضاً أصيب بانزلاق بالعمود الفقري أنفق كل ما إدخره للأيام السوداء في الفحوصات وإجراء الكشافات المحورية (أبو خمسمائة جنيه) بمجرد ما يغير المستشفى لا يعترف الطبيب بنتائج الفحوصات بل وبكل استهتار يرميها بالزبالة ويطلب بكل وقاحة من المريض إعادتها مرة أخرى ليس لأن الطبيب يشك في الفحوصات بل ليحافظ على عمولة يتسلمها من أصحاب المختبرات والكشافات وهو ما يفسر أن أغلب الأجهزة في المستشفيات الحكومية خاربة لا تعمل.
أعرف مستشفى خاصة أول ما يصل إليها المريض يقرر له رقوداً حتى وإن كان المريض لا يتعدى كحه أو التهاب اللوزتين.
يظل الطبيب يهول المريض الذي يجد نفسه مكرها ببيع كل ما فوقه وتحته ليدفع إيجار الغرفة، التي تصل أجرتها خمسة وعشرين الف كحد أدنى قابلة للزيادة، وكلما وفرت وسائل الترفيه من تلفزيون، ومكيف، وأنترنت تكون الفاتورة دسمة ترضي صاحب المستشفى. ناهيك عن غرفة العناية المركزة التي تركز على جيب المريض بدلاً عن مرضه، حتى أن هناك مستشفيات ترهن المريض أو جثته إن توفاه الأجل إلى حين أن تسدد الفاتورة.
لقد أصبح الطب مهنة مربحة الخريجين من بينهم الفاشلون ذوي المعدلات المنخفضة يتجهون لدراسة الطب، المهم أن ينال أحدهم شهادة بأي طريقه ووسيلة وبعدها راح (تخر الحنفية زلط ) وهناك من لديه جهاز فحص يمرره من فوق بطن المريض وبعدها ينصحه بالرقود ثلاثة أيام، ليس ضيافةً وليس لها علاقة بكرم الضيافة ويحملة (كيس) أدوية ومغذيات ولا يكتشف المريض أنه وقع بيد طبيب ليس له علاقة بالطب إلا بعد أن تسيء حالته المرضية، كم هم المرضى الذين سافروا إلى الخارج بعد أن تم سلب مالهم وأتضح أن التشخيص الخاطئ كان وراء تدهور حالتهم الصحية، بل وأضيف لهم مرض جديد من استخدام علاج تسبب بمضاعفات انعكس على صحتهم.
لدينا أطباء اكفاء مازالوا يرفضون أن يتحولوا إلى مصاصي دماء رغم المغريات هم بحاجة إلى إهتمام ورعاية وهناك أطباء نأسف أن تطلق عليهم التسمية نأمل من وزارة الصحة أن تضعهم تحت المجهر وتحاسبهم حتى ننظف المهنة من أمثال هؤلاء.
إعتصام عثمان تكتب …. صحافة اليوم وغياب أخلاقيات المهنة الصحفية
إلى الأستاذة/ اعتصام عثمان،
قرأت مقالك بعنوان “طب جني الأموال”، وكمؤمن بحرية التعبير، أجد نفسي مضطرًا للرد دفاعًا عن شريحة كاملة من الأطباء الذين تم استهدافهم في مقالك بعبارات أقرب إلى الاتهام الجائر.
الأطباء، يا أستاذة، ليسوا هم من يضعون التسعيرات الباهظة أو يحددون أسعار الخدمات الطبية. الطبيب موظف يعمل براتب قد يكون أقل بكثير مما تتصورين. نحن نخدم في ظروف صعبة، نتعامل مع أرواح البشر، ونعمل لساعات طويلة مقابل دخل يكاد يغطي احتياجاتنا الأساسية.
ما يبدو لكِ تجارة، هو في الواقع نتيجة لسياسات صحية واقتصادية أكبر لا يتحكم فيها الطبيب. نحن جزء من نظام صحي، ولسنا القائمين عليه. مسؤوليتنا هي علاج المرضى، والتخفيف من آلامهم، وليس إدارة المستشفيات أو وضع التسعيرات.
وإن كان هناك تجاوزات فردية، فهذا لا يعني تعميم الاتهام على مهنة بأكملها. تعميمك يظلم الآلاف من الأطباء الشرفاء الذين يضحون بوقتهم وصحتهم لخدمة الناس.
أدعوكِ إلى زيارة أي مستشفى حكومي لترين الواقع بعينيكِ. ستجدين أطباء يكدحون بلا كلل، برواتب رمزية، ورغم ذلك يقدمون أفضل ما لديهم في ظروف غالبًا ما تكون غير إنسانية.
المقال الذي كتبتهِ، بعيد عن المواكبة الحقيقية للواقع، وظالم لشريحة من الناس يعملون في أصعب الظروف الممكنة.
د. الحبيب عجبنا