التقارير والحوارات

سوداني وكفى بقلم : محمد عبدالقيوم …الفيتو والحرب الالكترونية رقم ” 4 “

أخباركم نيوز

سوداني وكفى بقلم : محمد عبدالقيوم …الفيتو والحرب الالكترونية رقم ” 4 ”
أخباركم نيوز
حرب بلا هوادة ولا حدود أخلاقية ، حرب يتم استخدام فيها كل الوسائل الالكترونية وغيرها لتدمير البنية التحتية الروسية وهدم كل مقومات الحياة الكريمة للمواطن الروسي دول تجمعت وأفكار خبيثة طبقت وصرف مالي بلا انقطاع وغطاء أوكراني للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من أصحاب الأطماع والاستيلاء على موارد الدول ونهب ثرواتها وإفقار وإذلال مواطنيها ، سلسلة متواصلة من فصول الحرب الإلكترونية على الدب الروسي (الذي قدم درساً يحتذى به في الصمود والتحدي أمام كل تلك الهجمات) وفي خاتمة سلسلة مقالاتنا عن تلك الحرب الإلكترونية نتعمق في سرد الوقائع والأحداث والمشاهد .
مشهد أول :
شركة للانترنت تم تسجيلها في استونيا تحمل أسم”Hacken OU” تعمل كأكبر منصة DDoS واسعة النطاق يستغلها جيش تكنولوجيا المعلومات الإوكراني بمشاركة متطوعين الكترونيين يستخدمون برامج ضارة موجودة على خوادم مقدمي الاستضافة Hetsner (ألمانيا) وDigital Ocean (الولايات المتحدة الأمريكية) بالإضافة إلى ذلك يتم إستخدام منصات أجنبية متخصصة (Ban-Dera , Tech ,War.Apexi).
مشهد ثاني :
أنشاء جيش تكنولوجيا المعلومات الأوكراني بالتنسيق التام مع شركات إسرائيلية ذات الصلة عن طريق قدرات الوحدات السريانية (الوحدة 8200) التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية العديد من الشركات مثل :
شركة “Matrix IT Ltd” إي تي ، العاملة في مجال تطوير البرمجيات وإدخال التقنيات الجديدة في مختلف الصناعات ، بما في ذلك الدفاعية . وهي تعمل لصالح كل من الشركات الخاصة والوكالات الحكومية .
شركة ” Check Point Software Technol Dgies Ltd” هي شركة تعمل في مجال أمن – إي تي ، وتطور أنظمة البرمجيات والأجهزة ، بما في ذلك جدار الحماية وأدوات الشبكات الخاصة الافتراضية .
شركة ” Votiron” العاملة في مجال أمن تكنولوجيا المعلومات ، وتتخصص في توفير أمن الملفات.
شركة “Covertix” العاملة في تطوير الحلول في مجال ضمان أمن الملفات السرية.
كما يوجد في أوكرانيا أكثر من ألف مركز احتيالي ويعمل بها ما يقارب خمسة عشر ألف شخص وحوالي خمسمائة منظمة تتخذ مدينة دينبر مقراً لها فيما تمركزت البنية التحتية لعمليات مركز الاتصال في دولتي هولندا وألمانيا وتوجه 92% من المكالمات التي تجريها مراكز الاتصال الأوكرانية إلى المواطنين والهيئات الحكومية والمؤسسات المالية في روسيا واتخذت الأجهزة الفضائية إجراءات قانونية في سلسلة من القضايا الجنائية بشأن وقائع ارتكاب أوكرانيين جرائم احتيالية ضد مواطنين روس تصل قيمتها إلى مليارات الروبل وتم تحديد عناوين ” IP ” مراكز الاتصال المسجلة في أوكرانيا وهويات المحتالين .
مشهد ثالث :
المخدرات سلاح آخر وخطير وفتاك يتم استخدامه في هذه الحرب من أجل القضاء على هوية الشعب الروسي وتدمير عقول شبابه حيث أضحت أوكرانيا من أكبر مصدري المخدرات إلى روسيا ويتم تنفيذ العمل تحت رقابة الأجهزة الخاصة الأوكرانية وتُعد شركة KhimProm أكبر كارتل مخدرات في أوروبا الشرقية تم إنشاؤها بمشاركة جهاز الأمن الأوكراني وأصبحت رقماً لا يستهان به في سوق المخدرات في روسيا حيث تجاوز حجم مبيعات الشركة في العامين 2015م – 2016م 2.3 مليار روبل, ويتم تجنيد مدمني المخدرات الروس للقيام بأعمال تجسسية وتخريبية وجمع المعلومات عن منشآت البنية التحتية الروسية بما في ذلك المنشآت المدنية.
كما يتم التعاون بين تجار المخدرات وغيرهم من المجرمين على الانترنت عن طريق منصة الظل الكبرى ” Hydra ” والتي استضافت أكثر من خمسة ألف متجر إجرامي وتبرم يومياً ما يصل إلى 140 ألف صفقة لتقديم أنواع مختلفة من الخدمات الإجرامية حيث بلغ ربح المنصة سنوياً عشرات المليارات من الروبل ويتم إرسال الربح المتحصل من التداول غير المشروع من المخدرات للاستخدام في تمويل الأنشطة الإجرامية . وتتواجد البنية التحتية لمنصة ” Hydra ” في الخوادم التقنية لمقدمي الاستضافة CloudFlare (الولايات المتحدة الأمريكية) و Hetzner Online Gmbh (ألمانيا) .
وتعمل شركة CloudFlare الأمريكية في مجال الاستضافة وتقدم خدمات تحسين حركة مرور الشبكة والحماية من هجمات DDoS ، والوصول الآمن إلى الموارد وتأجير الخوادم .
وتم تجاهل جميع النداءات التي وجهتها روسيا إلى أوكرانيا والمجتمع الدولي تجاه هذا النشاط غير القانوني لأوكرانيا وبناءً على النداء الروسي للإنتربول تم احتجاز أحد المجرمين في بولندا في العام 2018م ورفضت وارسو تسليمه إلى روسيا ولا توجد حتى الآن نتائج عن التحقيق .
كما طالبت وزارة الداخلية الروسية أجهزة إنفاذ القانون الأمريكية والألمانية بتقديم معلومات عن منظمي المواقع المذكورة ولم تتخذ الدولتين أي تدابير بشأن وقف تشغيله.
وفي العام 2022م وبعد سبع سنوات من الكشف عن هذه المعلومات واستناداً إلى معلومات قدمتها روسيا اتخذت ألمانيا إجراءات وصادرت أكثر من 150 خادماً يحتوي على أكثر من 16 مليون مجرم مستخدمين ومالكين وموظفين في هذه المتاجر الإجرامية وإلى ما يصل قيمته 25 مليون دولار من عملات البيتكون . وعلى الرغم من ذلك لم يتم تسليم بيانات المجرمين إلى روسيا وفي الوقت الحالي يواصل المجرمون القيام بكل الأنشطة الإجرامية على مواقع أخرى في قطاع الظل من الانترنت .
كما نشرت الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا تقريراً عن تصفية سوق شبكة الظل الروسية جيدرا ” Hydra ” دون الإشارة إلى تورط أوكرانيا أو المعلومات والمواد التي قدمتها وزارة الداخلية الروسية .
مشهد رابع :
بعد غزو الاتحاد السوفيتي لأفغانستان نفذت الولايات المتحدة الأمريكية في إطار ما أطلق عليه عملية الإعصار حملة واسعة النطاق لتجنيد وتدريب وتجهيز المقاتلين الذين أعلنوا القتال ضد الاتحاد السوفيتي وكان من بينهم أسامة بن لادن والذي أصبح بعد ذلك الإرهابي الأول في نظر الولايات المتحدة الأمريكية وأنشأ بن لادن تنظيم القاعدة في العام 1988م وفي العام 1994م شكل المسلحون الأفغان حركة طالبان والغريب في الأمر أن المجرمين الذين تم إعدادهم وتدريبهم وتجهيزهم بمشاركة أجهزة الاستخبارات الغربية شرعوا في التحرك بنشاط ضد ذات الدول الغربية.
مشهد خامس : وقائع إثبات
أعلنت السلطات المجرية في نوفمبر من العام 2023م أن جزء كبير من الأموال المسروقة من خلال جرائم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والاحتيال عبر الهاتف ينتهي بها المطاف في أوكرانيا .
وفي جمهورية التشيك لحق الضرر بأكثر من 300 شخص من المحتالين الأوكرانيين في العام الماضي وحده وبلغ حجم الأضرار أكثر من ثلاثة ملايين دولار .
وفي صيف العام 2023م جرى تحديد تسعة مراكز اتصال احتيالية في أوكرانيا استهدفت مواطنين من الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا العظمى واستراليا .
وفي كندا بلغ حجم الأضرار الناتج من الأعمال الاحتيالية أكثر من 300 مليون دولار.
وحتى التصريحات الصاخبة الجديدة التي يطلقها الغربيون عن المجرمين السيبرانيين الروس الجدد لا يمكن أن تخفي حقيقة أن معظمهم أوكرانيون أو مِن مَن غيروا أماكن إقامتهم أو غادر روسيا منذ فترة طويلة ، وتستخدمهم الأجهزة الخاصة في دول حلف شمال الأطلسي وأوكرانيا ضد بلادهم .
مشهد ختامي :
شكل انتصار الإتحاد السوفيتي في التاسع من مايو العام 1945م المسمى بيوم النصر بوصلة غيرت مجرى العالم والتاريخ وصنعت بعداً آخر مهم في تشكيل القانون الدولي وحماية الدول ذات السيادة وحفظ مواردها وثرواتها وعقول شعوبها وشكل ذاك النصر ومنجزاته سداً منيعاً لدعاة الديمقراطية المغطاة بسلب حقوق وعقول الشعوب ونهب الثروات والموارد فحاولوا ومازالوا يحاولون بكل السبل وشتى أنواع الطرق والوسائل غير الأخلاقية والإنسانية تدمير كل الدول ذات السيادة وعلى رأسها روسيا الإتحادية ولكن مع صمود وعزيمة روسيا حكومة وشعباً باءت كل تلك المحاولات بالفشل في تحقيق أهدافها . وظل الدب الروسي يرفع رأسه يعانق السحاب كبرياء وعزة وسمو وبذات الكبرياء والعزة والسمو واجه الشعب السوداني وحكومته وجيشه أساليب الأعداء لطمس هويته .
ومع الأيام نحاول أن نخط بمدادٍ من حبرنا تجربة أخرى من روسيا الوفية لصديقها السودان .
سوداني وكفي بقلم : محمد عبدالقيوم عبدالحليم الفيتو والحرب الإلكترونية (3)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى