رأي ومقالات

الصالحة تتحرر… والخرطوم تنبض بالأمل من جديد بقلم ✍🏻 احمد الدرديري

أخباركم نيوز

الصالحة تتحرر… والخرطوم تنبض بالأمل من جديد
بقلم ✍🏻 احمد الدرديري.
أخباركم نيوز
في مشهدٍ طال انتظاره، تنفّست منطقة “الصالحة” في غرب أم درمان الصعداء، بعد أن نجح الجيش السوداني في تحريرها من قبضة مليشيات الدعم السريع، التي جعلت منها معقلًا للتمرد والخوف لأشهرٍ طويلة. لم تكن هذه العملية العسكرية مجرد تقدمٍ ميداني، بل كانت استعادة للكرامة، ولأملٍ كاد أن ينطفئ في قلوب أهل المنطقة الذين عانوا من ويلات القصف والترويع والنزوح القسري.
تقدمت القوات المسلحة بخطى ثابتة، متحدّية التضاريس الصعبة والخطر المحدق، وتمكّنت من دحر المليشيات من أهم مواقعها الاستراتيجية داخل مربع 51، الذي كان يُستخدم كمركز قيادة وتحكم وكمخزن للأسلحة. وبمجرد دخول القوات السودانية، علت الزغاريد في بعض المنازل، ورفرفت الأعلام السودانية فوق المباني، في لحظة امتزجت فيها دموع الفرح بالحزن العالق في الذاكرة.
استعادت الصالحة نبضها تدريجيًا، فعاد الجنود ليس فقط كمحررين، بل كحماة للمدارس والمراكز الصحية والمساجد، التي كانت قد أُغلقت أو دُمّرت خلال شهور من الاشتباكات. رجال الجيش بدأوا في تمشيط الأحياء، وتأمين الطرق، وإزالة آثار الحرب، في مشهدٍ يعكس الإصرار على إعادة الحياة إلى طبيعتها، رغم فداحة ما خلفته المليشيات وراءها.
ذاكرة الصالحة لا تزال مثقلة بآلام المجزرة المروّعة التي ارتُكبت في أبريل الماضي، حين تحوّلت الشوارع إلى ساحات للإعدام العلني والاعتقال التعسفي. لذلك كان تحرير المنطقة أكثر من انتصار عسكري؛ كان شفاءً جزئيًا من جرحٍ لم يندمل بعد.
اليوم، يقف سكان الصالحة على أطلال الحزن، ينظرون إلى الجنود وهم يزرعون الأمان، ويتهامسون بأمل: “ربما تكون هذه بداية العودة… لا فقط إلى البيوت، بل إلى الوطن الذي نعرفه.
جيل بلا مدارس: التعليم في السودان تحت نيران الحرب بقلم ✍🏻احمد الدرديري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى